قصة قبل النوم


تعتبر قصص قبل النوم من أمتع القصص للكبار والصغار على حدٍ سواء، فالكثير منا يصيبهم الأرق أحياناً و لا يرغبون في النوم الا بعد سماع أو قراءة  القصص المسلية و المشوقة، كما أن قصص قبل النوم تعتبر من أحد اهم وسائل التربية بالنسبة للأطفال من خلال الدروس و العبر المستفادة من احداث القصة، و اليوم نقدم لكم مجموعة من قصص قبل النوم ممتعة جداً، فنتمنى ان تستمتعوا بقراءة هذه القصص و أن تنال إعجابكم.

قصة المحتال والمغفل

بقديم الزمان زعم البعض أنه كان هناك رجل مغفل قد شارك رجلا مخادعا في تجارة ما. قام المغفل بدفع كل أموال البضاعة، أما المخادع فاتفق معه على أن يقوم ببيع كل التجارة. اتفقا على التجارة سويا، دفع المغفل الأموال كاملة، وجهزا البضاعة وأعدا العدة ليسافرا سويا خارج البلدة ليجنيا الكثير من الأموال الطائلة لقاء تجارتهما ببلاد غريبة. بدأت رحلة تجارتهما وطوال الطريق كلاهما كان لديه شغف بامتلاك الذهب والفضة. واصلا رحلتهما حتى شعرا بالتعب وكادت الشمس حينها أن ترحل عن السماء معلنة عن وصول الليل والظلام، المحتال: “دعنا نستريح هنا بهذه الواحة الهادئة حتى يحل الصباح، وباكرا بمشيئة الله نكمل رحلتنا للسوق”. المغفل: “معك حق لفد تعبنا من هذه الرحلة ونحتاج لقسط من الراحة”. المحتال: “إذا ساعدني في إنزال الحمولة عن البغلين”.
المغفل: “بالتأكيد سأساعدك، يا لهما من مسكينين، أنظر لحالنا أصابنا التعب والإرهاق الشديد ونحن لا نحمل أثقالا مثلهما، فما بالهما وهما يحملان بضاعة ثقيلة؟!” المحتال: “يا لك من مسكين أنت؟!، بالتأكيد هما متعودان على كل هذه الأعباء”. المغفل: “أنا سأجمع بعض الحطب من المكان قبل أن يحل علينا الظلام”. المحتال: “أما أنا فسأعد الموقد وأجهز الأواني لطهي الطعام”. وأثناء بحث المغفل عن الحطب عثر على كيس مملوء بالدنانير، لم يصدق ما رأته عيناه، وبعد أن أمسك بالكيس وقام بعد كل قطع الدنانير الموجودة به، فوجدها ألف قطعة، خبئها المغفل في ثيابه وحمل الحطب وعاد لصاحبه المحتال. عندما عاد لصاحبه المحتال شعر الثاني بوجود شيء غريب، وقرر في صميم نفسه أن يعلم ما يخفيه عنه ذلك المغفل دون شعور ولا دراية منه بنيته التي يبيتها له.
أعدا الطعام وتناولاه وخلدا للنوم باكرا ليستيقظا باكرا ويتمكنا من الذهاب للسوق، وبالفعل بأول طلوع للفجر استيقظا من نومها وواصلا رحلتهما؛ أما بالسوق فقد كان للمحتال شأن عظيم ببيع التجارة جميعها وبربح لا بأس به على الإطلاق، فزاد المغفل إعجابا به وتكريما له. وما إن أنهيا بضاعتهما حتى شدا رحالهما إلى موطنهما الأصلي، وبطريق العودة أراد المغفل اقتسام المال مع صاحبه المحتال، ولكن المحتال كانت لديه حيلة ماكرة انطوت على صاحبه المغفل، المحتال: “اسمع يا صديقي إننا صرنا شريكان، ومسئولان عن بعضنا البعض في التجارة، الربح لنا والخسارة علينا، وكل ما يحدث معنا طوال رحلة تجارتنا لا يخص أحد سوانا”. المغفل: “كلام موزون ولكن ما المغزى من قوله لي الآن يا صديقي، فأنا لا أفهمك على الإطلاق”. المحتال: “شيء بسيط للغاية، صديقي ألم تجد شيئا عندما كنا بالواحة وخبأته عني ولم تخبرني به حتى الآن؟!” شعر المغفل بالخجل الشديد: “نعم يا صديقي، لقد وجدت كيسا به ألف دينار، إنني حقا أعتذر منك بشدة على سوء تصرفي معك، ولكني الآن سأتقاسمه معك طالما نحن شركاء على السراء والضراء”. المحتال فكر في نفسه وأراد الفوز بالمال كاملا لنفسه دون أن يعطي منه صاحبه الحقيقي من وجده من الأساس.المحتال: “يا صديقي إننا لن نقتسمه نهائيا، بل إننا سندفنه تحت هذه الشجرة الكبيرة ولا نعود إليه إلا في الضيق، وعندما يحتاج أحد منا المال بشدة يأتي للآخر ونأتي هنا سويا نخرجه من أسفل الشجرة ونأخذ ما يكفينا منه ونعود أدراجنا من جديد”.
وبالفعل طمرا المال أسفل الشجرة وعادا سويا لأرض الوطن فرحين بربح تجارتهما ومقابلة الأهل والأحباب؛ وباليوم التالي عاد المحتال بالليل الحالك للشجرة وأخرج المال وأعاد التراب كما كان. ومرت الكثير من الأيام واحتاج المغفل بعضا من النقود فذهب لصاحبه المحتال وطلب منه الذهاب معه من أجل إخراج المال؛ وهناك كانت المفاجأة حيث أن المغفل لم يجد أمواله أسفل الشجرة من الأساس، ذهل وكان حزينا للغاية، وقبل أن يسأل صاحبه المحتال عنها وجده يتهمه ويقسم بأنه هم من سرق ماله، وأخذه من يده وذهب به للقاضي. المحتال: “يا سيدي القاضي إن هذا الرجل هو من قام بسرقة أموالي، أقسم لك بذلك يا سيدي القاضي، فأرجو منك يا سيدي القاضي أن تعيد لي مالي منه”. المغفل وقد تلعثم في الكلام: “إنه مالي يا سيدي أنا من وجدته وقد احتال علي وجعلني أطمره بيدي أسفل الشجرة، وعندما ذهبت معه لنخرجه لم أجد شيئا، فمن منا الفاعل أنا أم هو؟!” المحتال: “نسأل الشجرة يا سيدي القاضي”. تعجب القاضي من حديث المحتال، ولكنه طاوعه في حديثه حتى يتبين له الأمر. كان المحتال قد قام برشوة والده وجعله يدخل في تجويف الشجرة ويقول: “المغفل هو من قام بسرقة المال”، عندما يتم سؤال الشجرة عن السارق الذي سرق الأموال من أسفلها. وما إن نطقت الشجرة تعجب من أمرها القاضي، وقام على لفور بإشعال النيران في حطب أسفلها ولكنه ذكر أنه سيشعل النيران بالشجرة نفسها كحيلة منه. هنا خرج والد المحتال واعترف بكل شيء، أخذ القاضي منه أموال المغفل وأعادها إليه، أما عن المحتال ووالده فأوقع عليهما أشد العقوبة ليكونا عبرة لغيرهم. 

بيتر بان والقبطان هوك

كان هناك ثلاثة اخوة يعيشون في مدينة لندن وهم مايكل و جون واختهما الكبرى ويندي ، وكانت وندي معتادة على ان تحكي لاخويها الصغيرين مايكل و جون قصص بيتر بان قبل النوم ، وفي ليلة من الليالي استيقظ الاخوة في منتصف الليل وكانوا يشعرون بالخوف لانهم سمعوا صوتا غريبا بالقرب من نافذة الغرفة ، وفجأة ظهرت الجنية ( تينكر بيل ) وبعدها مباشرة ظهر ما لم يكن متوقع فقد وجد الاطفال نفسهم امام بطلهم المحبوب ( بيتر بان ) ، ولم يصدق الاطفال نفسهم في هذه اللحظة وكانت ملامح التعجب ظاهرة بوضوح عليهم. قال بيتر بان للاطفال : اهلا ايها الاطفال هل تريدون السفر الى ( نيفرلاند ) و نيفرلاند هي الجزيرة التي يعيش عليها الاولاد المختفين ، فقال الاطفال لبيتر بان : ولكن لا يمكننا الطيران ، فطلب بيتر بان من تينكر بيل ان تنفث الغبار السحري على الاخوة حتى يتمكنوا من الطيران والسفر الى نيفرلاند ، وبالفعل وجد الاطفال الثلاثة مايكل و جون و ويندي انفسهم طائرين في الغرفة ، وكان هذا مشهدا لا يُصدق ، واخذ الاطفال يطيرون في انحاء الغرفة معبرين عن سعادتهم بما يحدث لهم. خرج الخمسة من الغرفة وكانوا متجهين الى نيفرلاند ، وفي الطريق وجدوا سفينة كبيرة ، فقال بيتر بان للاطفال : احذروا ايها الاطفال انها سفينة القبطان ( هوك ) وهذا القبطان يبحث عني ويريد اصطيادي والايقاع بي ، و خلال الرحلة روى بيتر بان للاطفال الصغار قصة القبطان هوك فقد كان القبطان انسانا شريرا يكره الخير للجميع وفي احدى المعارك مع بيتر بان قام بيتر بان باسقاط القبطان هوك في الماء وهاجمه تمساح وقام بقطع يده ، وعندها وضع القبطان خطّاف في مكان يديه المقطوعة وكان ذلك هو السبب في اطلاق لقب هوك. وصل الاطفال الثلاثة الى جزيرة نيفرلاند وهي جزيرة يعيش بها الاطفال المفقودون او الاطفال الذين ليس لديهم احد يرعاهم ، وعلى الرغم من ان وندي كانت مازالت تعتبر طفلة الا انها كانت اكبرهم واخذت ترعاهم و تهتم بهم واخذت تحضر لهم مختلف الوجبات اللذيذة وتهتم بالاطفال واحبها الاطفال جدا ، وذات ليلة وعندما كان الاطفال يلعبون في الحديقة مع ويندي ومايكل و جون تفاجئوا بقدوم القبطان هوك اليهم ، و قال لهم : انتم جميعا سجناء لي ، ومن ثم اخذ وندي وقال للاطفال اذا كنتم تريدون رؤيتها مجددا اخبروا بيتر بان ان يأتي الى سفينتي. عندما علم بيتر بان بما حدث اتجه مسرعا الى سفينة القبطان هوك وطلب منه ان يُطلق سراح وندي ، فترك القبطان هوك وندي تعود الى الاطفال بسلام ولكنه اسر بيتر بان ، وعندما وصلت وندي الى الاطفال ظهرت فجأة الجنية تينكر بيل ، فقالت وندي : تينكر بيل يجب علينا ان نساعد بيتر بان فهو الآن سجين لدى القبطان هوك ، فقالت تينكر بيل : اتبعوني لدي خطة محكمة لتحرير بيتر بان من قبضة القبطان هوك ، واخذت تينكر بيل الاطفال الى سفينة القبطان هوك وقبل وصولهم الى السفينة قامت تينكر بيل بالرقص على امواج البحر فاصبحت الامواج قوية واخذت تصدر اصواتا مرعبة ، وقالت تينكر بيل للقبطان هوك : اطلق سراح بيتر بان والا سيصيبك مكروه. ضحك القبطان هوك وقال لتينكر بيل ماذا ستفعلين ايتها الذبابة الصغيرة ، فقامت تينكر بيل بنثر الغبار السحري على التمساح الذي كان بالقرب من السفينة وصعدت به الى السفينة وهنا هرب جميع افراد الطاقم الذي كان مع القبطان هوك واخذ التمساح يطارد القبطان هوك ، واستغل الاطفال انشغال القبطان بما يحدث وقاموا بتحرير بيتر بان من سجنه. تمكن بيتر بان و تينكر بيل من الهرب مع الاطفال والعودة الى نيفرلاند ، وهنا قال بيتر بان : شكرا لكم يا اصدقائي فلولاكم لظللت سجينا لدى القبطان هوك الشرير ، بعدها استيقظ الاطفال ليجدوا انفسهم في غرفتهم ، وعندها قال جون لمايكل و وندي : هل كان ما رأيناه مجرد حلم جميل ام انه حقيقة ؟ ، ولكن اذا كان ما رأيناه حقيقة فكيف لنا ان نعود من نيفرلاند الى المنزل بدون ان نشعر بذلك ؟ ، فرد عليه مايكل قائلا : لابد ان ما رأيناه مجرد حلم ، ولكن الحقيقة ان كلا من بيتر بان و تينكر بيل كانا خارج نافذة الغرفة ينظرون الى الاطفال يتمنون لهم ليلة سعيدة.
#قصة_قبل_النوم
#قصص_قبل_النوم
calendar_month09/10/2021 09:36