
حسبنا الله ونعم الوكيل
ماذا تعني حسبنا الله ونعم الوكيل؟، حسبنا الله مأخوذةٌ من المصدر حسبه، وتعني كفاه؛ بمعنى أنَّ الله تعالى هو الكافي لمن يوكل أموره إليه،. ومعنى الوكيل؛ أن يوكل المُسلم أُموره إلى الله -تعالى ، فهو نعم من توكل إليه الأُمور، وقال النحاس في معناها: "أنَّ حسبي الله أحسن من حسب الإنسان لنفسه، وأمّا معنى الوكيل فهو الكفيل والمُعين"، وقيل هو المُعتمد والملجأ، والقائم بالأمور، والحفيظ والكافي، وكلمة "نِعم"؛ هي من كلمات المدح، وقد وردت حسبنا الله ونعم الوكيل ومعناها في العديد من المواضع في القرآن والسنة، مثل في قوله - تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)، حيث يناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله، وقد قيلت حسبنا الله ونعم الوكيل من قبل خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله حين قال له الناس: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ كما قد وردت حسبنا الله ونعم الوكيل في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)، و قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
فضل حسبنا الله ونعم الوكيل
قد تتساءل عن فضل حسبنا الله ونعم الوكيل؟، يعتبر حسبنا الله ونعم الوكيل من أعظم الأدعية فضلاً، وأعلاها مرتبة، لأنه يتضمن التوكل الحقيقي على الله عز وجل، ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له الله الكفاية المطلقة من شر الأعداء، والكفاية من هموم الدنيا، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل له بسببها ما يريده، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف بالفقر إلى الله، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس، ومع ذلك، فننبه إلى أنه لم يرد في حديث خاص أن من قالها كان له من الأجر كذا وكذا ، لكن قول الله سبحانه وتعالى : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)؛ دليل على أن من توكل على الله حق التوكل، وعده الله سبحانه أن يكفيه ما أهمه، ويكون حسبه وحفيظه، فلا يحتاج إلى شيء بعده، وكفى بذلك فضلا وثوابا؛ فإن من كفاه الله سَعِدَ في الدنيا والآخرة بقدرة الله وعزته وحكمته ، ولذلك قال تعالى في الآية الأخرى: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) بل كان جزاء المؤمنين في أعقاب " أُحُد " حين قالوا هذه الكلمة أن رجعوا بفضل الله عز وجل وكرامته وحفظه : ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ).