شخصية العقل المدبر – INTJ

بالنسبة لتعامله مع العالم الخارجي، العقل المدبر من الممكن أن يكون له حالتين. الحالة الأولى داخلية حيث يقوم بإستخدام حدسه ليأخذ موقف من الأشياء من حوله. والحالة الأخرى خارجية، حيث يقوم العقل المدبر بالتعامل مع المواقف وفقاً للعقل والمنطق. العقل المدبر يعيش في عالم التخطيط الإستراتيجي، وهو يقدر لحد كبير الذكاء، المعرفة، والكفاءة. وغالباً ما يكون لديه مستوى عالي من تلك الأشياء يحاول الوصول إليها وتحقيقها. وكذلك هو حاله عندما ينظر ويتوقع من الآخرين.

إنطوائية العقل المدبر وحدسه يساعده على ملاحظة مايحدث في العالم من حوله، وجمع المعلومات ومحاولة ربطها واستنتاج العلاقات بينها. ويتميز بسرعة البديهة و فهم أي نظرية جديدة تمر عليه بسرعة كبيرة جداً.يمتلاك نظره ثاقبة وحب للتنظيم، يساعده على وضع الأفكار في صيغة مبسطة ومفيدة للمجتمع. العقل المدبر لا يؤمن بشرح أفكاره بشكل مباشر، ويجد صعوبة في شرحها خصوصاً كونها معقدة في الغالب . ولكن حبه تقديره للعلم قد يجعله يقوم بشرح نظرياته لبعض الناس إن رأى فيهم الشغف والقدرة على التعلم. العقل المدبر قائد بفطرته، ولكنه يفضل البقاء في الخلف، إلى حين بروز الحاجة لتوليه للقيادة حينها يتسلم القيادة ويبرع فيها. وهو مخطط إستراتيجي ذو قدرات عالية جداً، له قدرة على المقارنة بين الأفكار والعمليات الحالية والأفكار البديلة وإختيار الأفضل أو وضع مخطط في حالات الطوارئ. يقضي العقل المدبر غالب وقته في داخل عقله الخاص، كما أنه قد لا يولي أي اهتمام بأفكار الناس ومشاعرهم. و إذا لم يقم العقل المدبر بتطوير جانب العاطفة لديه، قد لايتمكن من تلبية حاجات الناس من حوله. وإن لم يقم بتطوير جانب الحس لديه قد يتجاهل بعض التفاصيل المهمة لإتمام مشاريعه وأفكاره. وأكثر ما يهم العقل المدبر في تعامله مع العالم هو إتخاذه للقرارات. قد يواجه  العقل المدبر مشكلة في وضع وجهات نظره في صيغة مفهومة للآخرين، كما أنه في الغالب يلقي باللآئمة على قلة فهم الطرف الآخر، لكن ذلك قد يقوده في النهاية لأن يصبح متجاهلاً لآراء الأخرين ويصبح بالتالي متعجرفاً بنظر الآخرين. العقل المدبر شخص واثق من نفسه، يمكن الإعتماد عليه، وطموح، وهو مفكر ذو نظرة بعيدة المدى. غالباً ما يتوجه إلى العمل في مجال العلوم البحته أو الهندسة، وفي بعض الحالات يتوجه للعمل الإداري في مجالات التنظيم والتخطيط الإستراتيجي.  قد يبدو العقل المدبر للآخرين كشخص غامض ومتحفظ، وقد يجدون صعوبة في فهمه، فهو لا يفضل التعبير والإفصاح عن آراءه للناس من حوله، ولا يرى الحاجة لإعطاء التعليقات الإيجابية. عندما يقع تحت ضغوطات فإنه غالباً ما يبدأ بالتكرار وإعادة المحاولات العمياء.

ما يتخيله العقل المدبر أكثر نقاءاً ومثالية من واقع علاقاته الزوجية. و في العادة لا يكون العقل المدبر متناغماً مع مشاعره أو مشاعر من هم حوله. ثقته الزائدة بنفسه وقوة شخصيته قد تجذب الآخرين إليه، ولكن انعدام أو قلة إحساسه بمشاعر زوجه قد تسبب مشاكل وجرح لمشاعر الزوج، لذلك يجب عليه أن يتذكر دوماً أن يكون لطيفاً. وأيضاً في حالات الصراع والخلافات، عليه أن يحاول الإجابة بما يلبي حاجات زوجه العاطفية وليس ما يميله عليه العقل أو المنطق. أفضل ما يميزه في جانب الحياة الزوجية هو قدرته على التفكير بالأشياء أكثر من عملها. والجانب الذي يشكل له صعوبة هو في تفريقه بين ما هو واقع وما هو خيال. كما أن الشريك أو الزوج الطبيعي للعقل المدبر هو البطل (ENFP) أو المخترع (ENTP).

يربي العقل المدبر أبناءه بطريقة ليكونوا أذكياء، ومستقلين. و يريد من أبنائه أن يفكروا، أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم، وغالباً ما يعطيهم مجالاً لأن يكبروا وأن يقيموا أفكارهم وآراءهم على مدى حياتهم. ليس من الطبيعي أن يكون العقل المدبر والداً مشجعاً أو مفرطاً في العاطفة، وذلك لأن حاجته للتعبير عن عواطفه غالباً ما يكون منخفض. وقد لا يرى الحاجة لدعم أبناءه وتحفيزهم، وحتى إن لاحظ هذه الحاجة فإنه لن يدعمها ولن يشجع أبناءه على تطويرها. قد يسبب ذلك خلق فجوة بينه وبين أبناءه. لذلك ينبغى عليه تذكر تلبية حاجات أبناءه العاطفية.

من الصعب فهم العقل المدبر كما يصعب أيضاً التقرب إليه. من ينجح في التقرب إليه غالباً ما يقدرونه لعلمه ومعرفته. رغم أن العقل المدبر صارم وجاد في غالب وقته، إلا أن يستمتع بوقته لو دعاه أصدقاءه لذلك. لا يميل العقل المدبر إلى قضاء وقت مع أناس لا يملكون ما يقدمونه له. وهو يميل لقضاء الوقت مع الحدسيين العقلانيين أو الحدسيين الحسيين، هذه الشخصيات تحب التنظير أو التكهن بالأشياء، وهو يحب تحليل الأفكار. العقل المدبر يميل لأن يكون دائماً على حق، و قد يكون ما يدعمه واضح، وأحياناً أخرى لا يمكن للأخرين إكتشاف ذلك، مما قد يسبب عدم تقبل الناس له ويرون في هذا التصرف نوعاً من العجرفة.

شخصية العقل المدبر تتفوق على بقية الشخصيات في العديد من الجوانب، معرفتك لتلك الجوانب، وتركيزك عليها سوف يساعدك بشكل كبير في التميز. 

العقل المدبر الذي يطور الجانب الإجتماعي العقلاني في نفسه سيحصل على التالي:

معظم المشاكل التي يتوقع وجودها لدى العقل المدبر، نابعة من طغيان حدسه الإنطوائي على بقية خصائص شخصيته. وبالتالي تتحول جميع خواص شخصيته إلى خدمة هذا الجانب من شخصيته، وقد تظهر بعض هذه الصفات عليه:

وللتغلب على هذه النقاط، يجب عليك التركيز على عدم صرف النظر عن الأفكار فور سماعك لها، بل قم بتحليلها من خلال حدسك وتضيفها إلى رصيدك من المعلومات. لذلك قد تحتاج لإعطاء حدسك وعقلك الوقت الكافي لفهمها من جميع الزوايا. العقل المدبر يجب أن يركز على تطبيق صرامته لدعم حدسه، وليس في صرف الأفكار التي تأتي من خارجه.