قصص الاطفال القصيرة

تعتبر قراءتكم قصص الاطفال القصيرة ولو كان في سن مبكرة من الأمور التي تمتعهم كثيراً، وتوسع مداركهم وتكسبهم حصيلة لغوية جيدة. كما يحب الكثير من الأطفال الاستماع لقصص الاطفال القصيرة قبل النوم، ويجب على الآباء والأمهات التنويع دائما في محتوى قصص الاطفال القصيرة، والحرص على أن تكون القصص القصيرة ذات مغزى ويستطيع الطفل أخذ العبر والدروس منها من خلال أحداث القصة أو من خلال تلخيصكم لها في نهاية قصة قصيرة للأطفال وتأكيدكم على ما يستفاد من القصة، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم قصص الاطفال القصيرة الممتعة في مقال واحد.
قصة الغني والحطاب الفقير

يحكي أن في يوم من الايام بينما كان احد الاغنياء يمشي في بلدته متباهياً بغناه وامواله وملابسه الثمينة التي يرتديها عن قصد حتي يبهر الجميع ويشعر بنظرات الكل موجهة إليه خلال سيره في الطريق، وبينما هو علي هذه الحال يمشي في فخر وسعادة رأي رجلاً فقيراً يأتيه مسرعاً وهو يحمل علي ظهره حزمة كبيرة من الحطب وقطرات العرق تتناثر علي جبينه، تبدو عليه علامات التعب والارهاق والفقر واضحة، كان هذا الفقير يمر بجانب الغني مسرعاً وهو ينادي بأعلي صوته : افسحوا الطريق .. افسحوا الطريق .. افسحوا الطريق . لما رأي الغني هذا المشهد وقف امام الفقير الذي يحمل الحطب الثقيل علي ظهره عن عمد كأنه لم يسمع نداء هذا الرجل المسكين، فإذا بالرجل يصطدم به والحطب يمزق ثوب الغني !! هنا اخذ الغني يصرخ بأعلي صوته ويصيح في الحطاب المسكين : هل تعلم ما ثمن هذا الثوب الذي مزقته ايها الغبي ؟! وصمم الغني ان يأخذ الرجل الي القاضي ويخبره بالحادثة . قال القاضي للحطاب : لماذا لم تفسح الطريق ؟ فسكت الحطاب ولم يجد ما يرد به علي القاضي، هنا غضب القاضي وقال للرجل الغني : كيف يمكنك أن تقاضي رجلاً لا يتحدث ؟ فصاح الغني : لا انه يتكلم، وقد كان ينادي في الطريق باعلي صوته : افسحوا الطريق .... افسحوا الطريق ، ابتسم القاضي في سخرية قائلاً : اذا انت من تستحق العقاب ايها المغرور، لأنك لم تفسح الطريق امام هذا العامل المسكين الذي يعمل لاجل كسب لقمة عيشه .
العبرة من القصة : أنه مهما وصل الانسان الي اعلي المراتب ووسع له الله عز وجل في رزقه، يبقي التواضع دائماً اجمل صفة يمكن أن يتخلي بها الانسان، والغني الحقيقي هو غني النفس.
حكمة قاضي

قال الحفيد لجده أيمكنك يا جدي أن تحكي لي قصة، فقال الجد لحفيده أتريد أن أحكي لك قصة يا ولدي، رغم أنك أصبحك صبي جميل ورائع، فقال الحفيد نعم يا جدي فقصصك تفديني وتمتعني كثيرا يا جدي الغالي، فقال الجد حسنا يا صغيري قال الجد كان هناك ملك أتسم بالعدل، وكان هذا الملك يسعى دائما لتطبيق مبدأ العدل والمساواة بين الناس، فقام الملك العادل بتعين قاض لكي ينظر في كل الشكاوي والدعاوي، ويصدر فيها أحكاما دون تأخير في رد الحقوق لأصحابها. وفي يوم من الأيام جاء مستشار الملك يحدثه بعدل قاض من القضاة، حتى أصبح هذا القاضي مصدر أعجاب كل الناس وأصبح يقدرونه ويحترمونه، فرح الملك بما سمع وقرر أن يرى بنفسه هذا القاضي العادل، فتنكر الملك بزي فلاح بسيط فكانت ملابسه بالية، وفي طريقة رأى رجلا يبدو عليه أنه مريض للغاية، فحمل الملك المتنكر الرجل المريض على حصانه، فأسرع الملك لأقرب مصحة لكي يتلقى الرجل المريض العلاج، ولما وصل للمصحة قابل رجل طلب منه أن يدخل المريض لداخل المصحة، لكن الرجل رفض وقال أنه مشغول ويرغب في العودة لمنزله. ولما دخل الملك المتنكر بزي فلاح للمصحة أدعى الرجل المريض أنه صاحب الحصان، فقال الملك للرجل المريض أنه ليس ملكا لك، وبعد جدال طويل بين الملك المتنكر والرجل المريض، لجأ الاثنين للقاضي الذي كان يريد الملك المتنكر أن يتأكد من عدله. وكان قبل قضية الملك المتنكر والرجل المريض قضية لرجلين يدعي كل واحد فيهما أنه صاحب السيف الذهبي الغمد، ولما أتى دور الملك المتنكر والرجل المريض، فعرض الملك المتنكر شكواه أنتظر جميع المتخاصمين البت في شكواهم، وحكم القاضي بحجز كل شيء أختصم عليه أثنين، أي تم حجز السيف والحصان لكي يصدر حكمه في اليوم التالي، فأستغرب الملك المتنكر من القاضي أستمع لطرف واحد من أطراف النزاع ولم يستمع لخصمه الطرف الثاني. أمضى الملك المتنكر ليلته يتجول في الشوارع، حيث عرف الكثير عن مملكته، فشعبه يعيش في فقر وجوع دون أن يعلم ذلك، فقرر الملك المتنكر أنه عندما سيعود لحكم المملكة سيجبر كل طفل على التعلم، ويعطي كل عاطل عملا يعمل به نام المك المتنكر في الشارع مثل أي متشرد فقير، ولما أتى الصباح أنطلق الملك متوجها للمحكمة، ولما دخل القاضي فنطق ببعض الأحكام، سأل عن بعض الأمور العالقة في بعض القضايا، فمثلا طلب من المتخاصمين على ملكية السيف بسط كف يديهم اليمنى واليسرى، فأمر بتسليم السيف لأحدهما وسجن الآخر الكاذب، ثم دعا القاضي المتخاصمين حول ملكية الحصان أي أنه طلب من الملك المتنكر والرجل المريض المثول أمامه، وطلب من صاحب الحصان أن يميز حصانه من ضمن خمسة من الأحصنة، فميز الملك المتنكر حصانه وحبس الرجل المريض في السجن. قرر الملك المتنكر زيارة القاضي لكي يعرف كيف أصدر كل أحكامه العادلة، فقال الملك كيف أصدرت أحكامك سيدي القاضي، فقال القاضي عرفت من الذي يملك السيف من قسوة كف يد صاحب السيف، فسيف قوي كهذا يجعل اليد خشنة وجافة، أما الحصان فقد عرف صاحبه الملك المتنكر دون أي صعوبة تذكر، فقال الملك تشرف جدا بمعرفة شخص حكيم ونزيه مثلك يا سيدي القاضي، فأمر الملك بصرف مبلغ مالي كمكافأة للقاضي العادل.
الحلاق الاحمق

في بلدة أسمها بادلي بودا عاش رجل عمل بالتجارة، وكان هذا الرجل يعيش مع زوجته، وعاش الزوجان حياة فارهة فقد كانا يملكان الكثير من الأراضي، وكان الرجل معروف عنه الطيبة الشديدة، فلم يتكبر بثروته الضخمة وكان يعمل يوميا دون كلل أو ملل، وكانت زوجته توصف بالحكمة، وكانت هي وزوجها ينفقون على كل محتاج ومسكين وفقير؟، ولما كان الضيوف يأتون لزيارتهم كان كل الضيوف يغادروا المنزل حاملين الهدايا القيمة، ولقد ظن الرجل أن كل الناس يحبونه بسبب طيبته لكن زوجته قالت له بل أن الناس يحبون مالك، ويوما صعق الرجل لما أن بضاعته غرقت في أحد السفن، فأضطر لتعويض الزبائن بأنفاق مال كثيرا كتعويض عن البضاعة التي غرقت وكانوا قد حجزوها معه، ففقد الكثير من ماله، وأضطر لاستعارة المال من أصدقائه الذين تهربوا من مساعدته بسبب حجج واهية. فباع الرجل كل أراضيه وعقاراته من أجل سداد ديونه ويغطي خسائره الكبيرة، وأنتقل مع زوجته للعيش في بيت صغير بسيط، وعمل هو في أرض أحد الأصدقاء، وعملت الزوجة كمدرسة لبعض التلاميذ، وأجتهد الاثنان كثيرا، واستمرا يوميا في دعوة صديق من الأصدقاء أو فقير أو محاج للعشاء، ولكن مرت الايام وتوقف الأصدقاء عن زيارتهم. عرف الزوج وزوجته أنهم كانوا محاطين بالكثير من الأصدقاء المزيفين الذي أحبوهم من أجل مالهم فقط، فحزن الرجل كثيرا على حاله وحال زوجته، لكنه أكد لنفسه أنه عليه أن يقف على قدميه ولا يستسلم، ورأى الرجل في الحلم رجل حكيم يقول له سآتي لك غدا وأطرق باب بيتك، فعليك أن تلمس رأسي بعصا وتضربه، وقال له أيضا أنه سيتحول لوعاء مملوء بالذهب، وعليه أن لا يلمس أحدا آخر بالعصا وألا يكرر هذا أبدا لأنه بهذا سيخسر الكثير، فالحماقة هي عدم معرفة الحقيقة. ولما أستيقظ الرجل من نومه دهش من هذا الحلم العجيب، وقرر ألا يلمس رأس أحد بالعصا الا لما يتبين أولا، فقد رأى شكل الرجل الحكيم جيدا وهو يتذكره جيدا، فجأة طرق باب بيت الرجل، فكان الحلاق على الباب فجلس الرجل لكي يقص له الحلاق شعره، وطرق باب البيت مرة أخرى ففرح الرج وأسرع يفتح الباب، ولما فتح الباب وجده الرجل الحكيم فلمس رأس الرجل بالعصا فتحول الرجل لوعاء به ذهب. رأى الحلاق ما حدث وفي اليوم التالي حكى لكل رجال المدينة ما حدث في بيت الرجل لكن أحدا لم يصدق كلامه، فجمعهم في منزله وضرب رؤوسهم جميعا بالعصا، ولكنهم هربوا من منزل الحلاق، وهرب الحلاق من بطش الرجال الذين قام بضربهم، وطرد أهل المدينة الحلاق من المدينة كلها بسبب تصرفاته الغريبة، ولما رأى الرجل وزوجته ما حدث عرف أن الرجل الحكيم كان محقا لما أمره ألا يضرب أحدا بالعصا، فمن الحماقة أن يكون التصرف دون معرفة أو علم لكل جوانب الحقيقة.