قصص واقعية

تعتبر القصص الواقعية من أكثر أنواع القصص التي يتم البحث عنها من خلال محركات البحث. قراءة قصص واقعية تزيد دائماً من عنصر التشويق لأنك تعلم أن تلك القصة ووقائعها قد حدثت بالفعل، وتمتلك قصص واقعية حالها كحال باقي القصص العديد من الأنواع كقصص الرعب الواقعية وقصص الإثارة الواقعية بالإاضافة إلى الكوميدي منها، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم مجموعة من قصص واقعية مفيدة وتحتوي على الكثير من العبر نتمنى أن تنال إعجابكم.

باعني من اشتريته

كانت هناك أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد وبنتين، وكان يكبرهم شاباً في بداية العشرين، وكانوا يعيشون حياة سعيدة جداً يملأها التفاؤل والتفاني في العمل، وكان رب الأسرة رجل ذو مكانة عالية بين مجتمعه وأهله وجيرانه، فكان محبوب جداً وله المشورة في كل رأي يقومون به، وكان يحب أولاده ويوفر لهم كل سبل الراحة التي يتمنوها وعلمهم أصول الدين ورباهم على طاعة الله ورسوله والوالدين، ولكن فجأة مرض مرضاً شديداً وحزن على مرضه الجميع وبعد فترة ليست بطويلة مع المرض توفاه الله فحزنت القرية بأكملها على رحيله، وابنه الأكبر حزن حزناً شديداً على فراق والده ولم يستطع الخروج من حالة الحزن هذه إلا بعد فترة طويلة جداً. فبعد موت رب الأسرة انتقلت إدارة المنزل للأم فهي الشخص الأكبر في الأسرة، ولكن هذا الرجل الذي توفاه الله كان ميسور الحال وترك أموالاً كثيرة وأراضي كثيرة أيضاً مما طمع فيهم الكثير والكثير، فحاول الابن الأكبر أن يمسك ما تركه والده من أموال وأراضي ونجح في ذلك وظل يعمل بجد حتى يعوض مكان أبيه، وظل هذا الحال طويلاً، وكانت محاولات الطمع والتدخل من الكثير مستمرة ولم تهدأ أبداً فما معهم يطمع فيه الكثير ذو النفوس المريضة، فلا يوجد في الأسرة غير الابن الأكبر فقط وباقي أخوته أطفالاً صغار لم يفقهوا شيئاً بعد. ولكن اتخذت الأم قراراً قسم ظهر ابنها الأكبر نصفين وهو بأنها سوف تتزوج من شخص يسكن في نفس القرية، وكان الغريب في هذا الزواج بأن هذا الرجل ليس فيه صفات ترضي الله ولا رسول الله، فكان من الطامعين فيما ترك الأب لهذه الأسرة، لكن الأم هي التي اختارته من بين جميع الناس الذين عرضوا نفس الأمر وهو الزواج منها، ولكن كان الابن يعلم بأن أمه لن ترضى بهذا الأمر بعد وفاة أبيه فمن يعوض ذلك الرجل الحنون الذي كان يرضي الله ورسوله في أهل بيته جميعاً. فجلس الابن مع أمه يعاتبها على قراراها ظناً منه بأنه سوف يستطيع أن يجعلها ترجع عن قراراها، فخطابها وذكرها عن أبيه وعن أفعاله التي لا يستطيع أي شخص أن يفعل مثله وأن يأخذ مكانه، وأن هذا الأمر ليس حراماً بل حلالاً، ولكنه أكد لها بأنه يطمع في ما عندنا من أموال، وظل يحدثها عن كلام الناس المستمر والإحراج الذي تسببت فيه لهم، ولكن كل ذلك دون جدوى فتزوجته وأسكنته في البيت مع أبناءها. وبالفعل حدث المتوقع فمسك هذا الرجل الغريب زمام الأمور وكل ما يخصهم من أموال وأراضي، وجلب في بيت زوجته أولاده من زوجته الأولى المتوفية، ولكن حدث شيئا غريباً جداً لم يعهده شخص من قبل وهو زواج هذا الرجل من امرأة أخرى ويسكنها في نفس البيت الذي لا يمتلكه وليس له شأناً فيه، فذلك الأمر أغضب الابن الأكبر غضباً شديداً فذهب لأمه معاتباً “أهذا الرجل هو من أخذ مكان أبي؟!”، ففاضت دموع الندم على ما فعلته بأبنائها. فجلسا يفكران ماذا يصنعان له كي يتخلصا منه، ففكر الابن بأنه سوف يمسك هو زمام الأمور من أموال وأراضي وأن يشتري من أمه نصيبها في الميراث لكي لا يتبقى لهذا الطماع شيء يصرف منه على أولاده وعلى زوجته، فطلب الابن من هذا الرجل الخروج فوراً من بيت والده ويأخذ من جلبهم معه، وبالفعل خرج وطلق الأم وعادت الحياة كسابق عهدها في هذا المنزل يملأها الحب والحنان والسعادة.

قصة التاجر و الفقير

تدور احداث هذه القصة في احدى المدن المشهورة جدا بالتجارة ، حيث كان اغلب سكان هذه المدينة يعملون بالتجارة ، و كان هناك رجل يعيش في المدينة هو و زوجته حيث كان الرجل يعمل في تجارة القماش ، و على الرغم من ان الرجل كان ثري الى درجة كبيرة الا انه كان بخيل ايضا ، فقد كان يبخل على زوجته في الكثير من الامور و لكن زوجته كانت راضية بذلك و لم تكن تشكو لاي احد ، و في يوم من الايام عاد الرجل الثري الى المنزل و معه دجاجة و قال لزوجته : سوف نأكل هذه الدجاجة اليوم و غدا ، هيا اذهبي و اعدّي لنا الطعام فانا جائع جدا ، فردت عليه الزوجة : حسنا يا زوجي العزيز استرح من عناء العمل و سوف احضّر لك الطعام بسرعة. بعد فترة من الوقت اصبح الطعام جاهزا و بينما كان الزوجان يتناولان الطعام و يتبادلان اطراف الحديث سمعا صوت الباب يطرق ، اتجه الزوج الى باب البيت و فتح الباب فوجد امامه رجل فقير يقول له : ارجوك يا سيدي انا رجل فقير و جائع جدا اريد ان احصل على الطعام فانا لم آكل منذ يومين ، فرد عليه الرجل الثري : هيا اغرب بعيدا عن وجهي فانا لا املك اي طعام لك و اياك ان تعود لتطرق باب بيتي مرة اخرى ، فاصاب الرجل الفقير حزن كبير و رحل و هو يبكي ، و كانت الزوجة قد سمعت الحديث الذي دار بين زوجها و الرجل الفقير ، و عندما عاد الزوج الى المائدة سألته زوجته : لماذا لم تعطي باقي الدجاجة للرجل الفقير ؟. قال الرجل الثري لزوجته : اجننتي يا امرأة ؟! كيف لي ان اعطي غداء الغد لهذا الرجل بالتأكيد سوف يجد الطعام في منزل آخر ، و في صباح اليوم التالي و عندما اتجه الرجل الثري الى المتجر وجد شيئا اصابه بالصدمة ، فقد وجد الرجل ان متجره قد احترق عن بكرة ابيه ولم يبقى منه اي شيئ ، فعاد الرجل الى بيته مكلوما حزينا على ما حدث لمتجره ، و لم يجد امامه الا زوجته المسكينة حتى ينفجر فيها غاضبا و يقول لها : انتي امرأة مشئومة و الحياة معكي لن تجدي نفعا هيا اذهبي الى منزل والدك فسوف اطلقكي و لا اريد ان ارى وجهك مرة اخرى ، حزنت الزوجة كثيرا و لكنها كانت راضية بما كتبه لها الله تعالى. بعد فترة اتى رجل الى والد هذه المرأة و طلب يدها للزواج و تزوجها بالفعل ، و بينما كانت الزوجة و زوجها الجديد يتناولان الطعام سمعا صوت الباب يدق ، فقال الزوج لزوجته : اذهبي يا زوجتي العزيزة و افتحي الباب ، و عندما فتحت الزوجة الباب وجدت رجلا فقيرا يطلب الطعام ، وعندما اخبرت الزوجة زوجها الجديد بذلك قال لها : هناك دجاجة زائدة اعطها له ، فقالت الزوجة : حسنا يا زوجي العزيز ، و عندما عادت الزوجة لتناول الطعام مع زوجها الجديد اخذت تبكي ، فقال لها زوجها الجديد ماذا بكي ؟ فقالت له : ان الرجل الذي كان يطلب الطعام هو زوجي السابق فقال الزوج لزوجته : لا تحزني يا زوجتي الغالية فاذا كان هذا الرجل هو زوجك السابق فان الرجل الذي طرق باب منزلك في البداية كان انا.
#قصص_واقعية
calendar_month05/10/2021 23:31